السبت، 5 سبتمبر 2020

المعلم بين الامس واليوم
قُمًْ للمعلمًِ وافه التبجيلا …… كاد المعلم ان يكون رسولا
امير الشعراء احمد شوقي ماقال قصيدته حول المعلم اعتباطاً وانما للمكانة الرفيعة في نفوس الأجيال الاولى التي كانت تحترم وتقدس المعلم ، اما الآن فحال المعلم يُرّْثى لها لما تتعرض له من انكسار وهوان .
أذكر انني حين كنت طفلاً كنت اتوارى خلف والدي او والدتي عند مرورنا امام المقهى التي اعتاد معلم القراءة (ابو تحسين)* ان يجلس فيه اما اليوم فحال المعلم حَدِثْ ولا حرج، اصبح قتل المعلم او الاعتداء عليه من الامور المعتادة فلا يكاد يوم يمر دون قتلٍ او اعتداء على معلم وخصوصاً نهاية العام الدراسي، وهذه الاعمال لم تأتِ دفعةً واحدة وانما بشكل تدريجي مع بداية الهبوط الحاد في مستوى معيشة المعلم ،
كنت اعمل في محل تصليح فجائني شخص مهذب وقدم نفسه على انه معلم ومستمر بالخدمة ولصعوبة العيش طلب مني ان يشغل بعربته التي يبيع فيها الباقلاء واللبلبي امام المحل فقلت له ،،، تفضل وعلى الرحب والسعة وفي يومٍ كنت واقفاً أتكلم معه واذا به يدخل رأسه داخل العربة بشكل مفاجىء وهو يقول ،،،،، فد لا شافني !!!، بعد ان اخرج رأسه بادرته بالسؤال ممن تخاف ان يراك ؟، قال ،،، تلميذ عندي في الصف!!!، هكذا اذن حال المعلم الذي كنا ونحن صغاراً نختبيء خوفاً من ان يرانا اصبح هو يختبيء من الصغار خوفاً من يَرَّوْهُ وهو يبيع الباقلاء !!!.
كان هذا حال المعلم الذي قال صدام حسين مخاطباً إياه ،،، خللي الافندي ينزع رباطو ويروح يشتغل بالطين من يخلص دوامو !!!.
شخصٌ شبه امي (او قل متخلف) استلم الحكم في غفلةٍ من الزمن او قل أنجز لهم ما أرادوه وكانت مكافئته ان أُعطِيَ الحكم هو ومن هو على شاكلته وازالوه بذلة ومهانه شأنه شأن من يخالف امرهم وينقلب عليهم !!!.
 لكن من أتى بعده جعلنا نترحم على أيامه من فرط جشعهم وطمعهم ولسان حالنا يقول ،،، لو باقين على خياط العام هوايه احسن !!!. 


*ابو تحسين هو معلم درسنا في بداية حياتنا كتلاميذ ولا نعرف له غير هذا ألأسم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق