الخميس، 20 يوليو 2017

متطرفون في كل شيء
الغالبية العظمى من جماهيرنا لا تعرف الوسطية لا في المحبة ولا في الكراهية, لا في الرفض ولا في التأييد !!!, تصور من فرط محبتهم لشخصية معينة يقبلون اطارات عجلته ومن شدة رفضهم لآخر يرموه بقناي المياه الفارغة ولا نقول بشيئ آخر!!!.
الذي فكرني بموضوع مثل هذا هو استقبالهم الغير مشرف للسيد رئيس الوزراء قبل ايام اثناء زيارته التفقدية لمنطقة الكرادة في بغداد... وقبل مناقشة الموضوع لابد لي ان اؤكد على كوني لست منتميا لحزب معين ولا مؤيدا لزيد او عمر, انما اتباع الاسلوب الحضاري في التأييد والرفض هو ما دفعني لهذه العجالة وهنا اخاطب اخوتي المحتجين او الرافضين ... اخوتي ليكن احتجاجكم حضاريا, هل نسيتم بالأمس  حين كنتم تقبلون ايدي نضيره عند لقائه!!!,  وهل نسيتم ارتعاش فرائضكم ونسيان حتى اسمائكم حين يخزركم بنضرته الحارقة التي لا تعني غير احد اثنين... اعدام او مؤبد, صحيح ان الفرق بين انجاز هذا وانجاز ذاك واضح والسبب ... لا الارهاب ولا عمليات التخريب اعطوا لمن ترفضوهم فرصة لكي يستردوا انفاسهم ويؤدوا عملهم بالشكل الذي يرضيكم. 
 صحيح ان منطقة الكرادة عانت الأمرين من كثرة عمليات التفجير والخطف ولكن هذا لا يعني ولا يعطينا الاذن في ان نسيء الأدب في استقبال شخصية رسمية مرموقة,  لنعبر عن رفضنا له بوسائل تليق بعمق حضارتنا ورفعة اخلاقنا, فهو ذو منزلة اجتماعية, كما تعلمون هو دكتور باختصاص نادر ان لم يك رئيسا للوزراء فسيكون استاذا جامعيا يشار اليه بالبنان او يشغل احدى السفارات في الخارج, كيف تستقبلوه بهكذا استقبال وتقبلون يد من لا يعرف تكوين جملة تتكون من كلمتين على بعض!!!,  الشعوب تلتف حول قيادتها حين يداهم البلد خطر محدق بوحدته وسلامة أراضيه وانتم تتصرفون بشكل بعيد عن الذوق وغير حضاري , راجعوا أنفسكم وحاولوا ان لا يصدر منكم شيء مماثل في قادمات الأيام.                           

الأربعاء، 19 يوليو 2017

كرارنوشي

قال احد العظماء ... اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا واعيا.
هذه المقولة ما قيلت اعتباطا انما قيلت عن دراية وفهما عميقا لخواص الشعوب, فالشعب يتفاعل مع المسرح الواقعي حتى قيل انه يفجر طاقاته, المسرح الواقعي لا مسرح التهريج, فمسرح التهريج عادة يكون فارغ المحتوي فقير المضمون, الغرض منه قتل الفراغ وتزجية الوقت.
للمنبر و للخطيب تأثيره في شعوب ادمنت الروحانيات والأمورالغيبية وبعض الناس يتفاعلون مع ما يقوله الخطيب تفاعلا مباشرا حتى لتتصوران هناك من ينسق هذا التأثير!!!, فما يقوله الخطيب على المنبر يتحول الى فعل على الأرض !!!,
فالخطيب لا يحرض بشكل مباشرانما يكون تحريضه بالايحاء !!!, قبل مدة جرى مسلسل حرق محلات الآلات الموسيقية في البصرة وبعد دراسة المسببات وجدوا ان بعض الخطباء أدانوا انتشارمحلات الموسيقى فتلقفها بعض الناس وترجموها الى حرق محلات الموسيقى باعتبارها محرمة و التي كانت تمثل مصدر رزق لأكثر من عائلة!!!, ومرة بعد انتشار ظاهرة الاغتيالات واثناء التحقيق سأل المحقق مجرما عن سبب اغتيال شيخ طاعن في السن يبيع السكائر فأجاب المجرم ... لانعرف السبب جاءتنا الأوامر ونفذنا الاغتيال!!!.
الخطيب من  على المنبر ادان ضاهرة إطالة البعض لشعررؤوسهم ولبس البناطيل الضيقة فانتشرت ضاهرة قتل (الأيموا) بوسطة سحق الرأس (بالبلوكة) انتهت هذه الضاهرة حتى انتقد خطيب آخرمرة أخرى ضاهرة إطالة الشعر مما يمثل تحريضا وكان الضحية هذه المرة فنان نذر نفسه وفنه لخدمة المجتمع حتى لتراه وهويتكلم بصوت خفيض لاتكاد تسمعه عن ترشيحه لملك جمال العراق اذ يقول... يشرفني ان احمل هذا اللقب ولكن الذي يستحقه ليس انا انما من تطوع في الحشد الشعبي والمقاتل الذي يرتدي الملابس العسكرية وهو يقاتل الدواعش.
بربكم هل من قال هكذا يستحق القتل؟.
كان المحرض رجل دين كالمعتاد لا لشيء سوى ان المذكوررحمه الله أطال شعره ليتماشى مع هيئته العامة كفنان والكثير من الفنانين المسرحيين والتشكيليين ينحون هذا النحو ليميزهم عن الآخرين.
كتب الكثيرون عن كرارنوشي ولكن اصدق ماقرأته لزميل له في المسرح يقول في آخر كلامه الذي جاء بشكل فقرات وباللهجة الدارجة... لم اكن للمرحوم كرار صديقا مقربا ولكنه كان يحكي لي عن كل يمر به ويشاهده .
هذا هو كرارالذي ستمر اربعينيته بعد أيام, اربعينية كالحة السواد  كسواد ما ينتظرنا من أيام اعاننا الله عليها وعلى من يسيرها .

الأحد، 9 يوليو 2017

الدين لله والوطن للجميع 
قال صلاح الدين الأيوبي (مع تحفظنا على آراء اطلقها المؤرخون بحقه) ...  الدين لله والوطن للجميع... جملة او شعار اطلقه عند فتح بيت المقدس, وهي حقا جملة تصلح في كل زمان ومكان, لننضر مثلا للعراق الذي اصبح مهددا بالتفكك بسبب استئثار طائفة واحدة بالحكم (تبرير الكرد لاستفتائهم) اما باقي الطوائف صحيح انها تشارك بالحكم ولكنها تشعر بالتهميش بسبب الشعارات والممارسات الدينية التي تتبناها السلطة الحاكمة متمثلة باحزابها الدينية.
الدستور العراقي يكفل حرية اعتناق الدين والممارسات الدينية,  تصور انه...  لو اتيح للجميع التعبير بحرية عن الدين الذي يدينون به ورفع الشعارات والصور التي تعبر عن مدى حبهم لذلك الدين ماهي الصورة التي سيكون عليها البلد آنذاك!!! ؟... ستكون قندهار الوطن العربي بلا منازع.
الحل يكمن في شيئين لا ثالث لهما!!!, اولا ان نبعد الدين عن السياسة وثانيا ان لا يكون للدولة دين رسمي!!!, وعلى مبدأ اذكروا محاسن موتاكم, كان النظام السابق يرفع شعار... (لن نسمح لرجل الدين ان يتدخل في السياسة ولا السياسي ان يتدخل في امور الدين) ... فرجل الدين ان تدخل في السياسة سيفرغ الدين من محتواه بلا شك, ورجل السياسة ان تدخل في الدين سجير محتواه لخدمة اهدافه وطروحاته... وان كان شعار بلا تطبيق لكنه يمثل الحل الأمثل لبناء دولة المواطنة التي يتساوى بها الجميع من حيث الحقوق والواجبات.
اليوم الكرد يمهدون للاستقلال وربما بعدهم السنة يطالبون باقليم لطائفتهم وبعد غد يتبعهم التركمان وهكذا دواليك حتى يصبح العراق بلد الطائفة الواحدة بعدما كان منذ ومنذ الأزل بلد الأعراق والطوائف!!!.
اذا لنبتعد عن كل ما يثير حساسية الطرف الآخر من شعارات ومقولات لاتعزز وحدة البلاد وتدعو الى الفرقة والتناحر الذي يراهنون عليه ونمنع تعليق صور الشخصيات الدينية المتوفين منهم والأحياء وابدال تسميات الأحياء والشوارع والمدارس والنوادي بأسماء الشخصيات الوطنية ومنع استخدام كل ما يثير الآخرين من اسماء الشركات والمحلات التجارية والمعارض ولنسهم جميعا في بناء انسان عراقي جديد يتناغم مع تطلعات الأجيال الى الحياة الحرة الكريمة , فان بناء منشأة ما لا يتطلب اكثر من مال وجهد ووقت اما بناء الانسان فيتطلب جهد ومال ووقت ومبادئ !!! أليس كذلك؟.