الأربعاء، 19 يوليو 2017

كرارنوشي

قال احد العظماء ... اعطني خبزا ومسرحا اعطيك شعبا واعيا.
هذه المقولة ما قيلت اعتباطا انما قيلت عن دراية وفهما عميقا لخواص الشعوب, فالشعب يتفاعل مع المسرح الواقعي حتى قيل انه يفجر طاقاته, المسرح الواقعي لا مسرح التهريج, فمسرح التهريج عادة يكون فارغ المحتوي فقير المضمون, الغرض منه قتل الفراغ وتزجية الوقت.
للمنبر و للخطيب تأثيره في شعوب ادمنت الروحانيات والأمورالغيبية وبعض الناس يتفاعلون مع ما يقوله الخطيب تفاعلا مباشرا حتى لتتصوران هناك من ينسق هذا التأثير!!!, فما يقوله الخطيب على المنبر يتحول الى فعل على الأرض !!!,
فالخطيب لا يحرض بشكل مباشرانما يكون تحريضه بالايحاء !!!, قبل مدة جرى مسلسل حرق محلات الآلات الموسيقية في البصرة وبعد دراسة المسببات وجدوا ان بعض الخطباء أدانوا انتشارمحلات الموسيقى فتلقفها بعض الناس وترجموها الى حرق محلات الموسيقى باعتبارها محرمة و التي كانت تمثل مصدر رزق لأكثر من عائلة!!!, ومرة بعد انتشار ظاهرة الاغتيالات واثناء التحقيق سأل المحقق مجرما عن سبب اغتيال شيخ طاعن في السن يبيع السكائر فأجاب المجرم ... لانعرف السبب جاءتنا الأوامر ونفذنا الاغتيال!!!.
الخطيب من  على المنبر ادان ضاهرة إطالة البعض لشعررؤوسهم ولبس البناطيل الضيقة فانتشرت ضاهرة قتل (الأيموا) بوسطة سحق الرأس (بالبلوكة) انتهت هذه الضاهرة حتى انتقد خطيب آخرمرة أخرى ضاهرة إطالة الشعر مما يمثل تحريضا وكان الضحية هذه المرة فنان نذر نفسه وفنه لخدمة المجتمع حتى لتراه وهويتكلم بصوت خفيض لاتكاد تسمعه عن ترشيحه لملك جمال العراق اذ يقول... يشرفني ان احمل هذا اللقب ولكن الذي يستحقه ليس انا انما من تطوع في الحشد الشعبي والمقاتل الذي يرتدي الملابس العسكرية وهو يقاتل الدواعش.
بربكم هل من قال هكذا يستحق القتل؟.
كان المحرض رجل دين كالمعتاد لا لشيء سوى ان المذكوررحمه الله أطال شعره ليتماشى مع هيئته العامة كفنان والكثير من الفنانين المسرحيين والتشكيليين ينحون هذا النحو ليميزهم عن الآخرين.
كتب الكثيرون عن كرارنوشي ولكن اصدق ماقرأته لزميل له في المسرح يقول في آخر كلامه الذي جاء بشكل فقرات وباللهجة الدارجة... لم اكن للمرحوم كرار صديقا مقربا ولكنه كان يحكي لي عن كل يمر به ويشاهده .
هذا هو كرارالذي ستمر اربعينيته بعد أيام, اربعينية كالحة السواد  كسواد ما ينتظرنا من أيام اعاننا الله عليها وعلى من يسيرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق