الجمعة، 10 نوفمبر 2017



الموت

كثيرمن الناس من يتطير من كلمة الموت بالرغم من كونهم يعرفون حق المعرفة ان الموت حق وهو نهاية كل مخلوق  كما قال الشاعر كعب بن زهير في لاميته المعروفة...(كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ .... يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ)
احد اصدقائي يخاف وترتعد فرائضه بمجرد سماع خبر موت احدهم فيسأل والحيرة والارتباك يبديان بوضوح على ملامحه!!!،  كيف مات ولماذا مات ووو، ولا يهدأ له بال الا اذا تغيرت وجهة الحديث 
اول موت حدث في تأريخ البشرية هو موت احد ابناء سيدنا آدم عليه السلام، اذ قتل قابيل اخاه هابيل نتيجة الغيرة والحسد ومنذ ذلك الوقت ولحد الآن اعمال القتل وفي كافة بقاع البسيطة مستمر وان كانت لا تتشابه في اسبابها، ويعد القتل احد اسباب الموت، فهناك القتل الرحيم وهناك الموت انتحارا،والموت نتيجة لمرض،والموت الطبيعي،والموت نتيجة الكوارث الطبيعية او نتيجة لكوارث يصنعها ويفتعلها البشر.
كثير منا يتمنى الموت احيانا لمعضلة تواجه حياته او مشكلة لا يقدر على تجاوزها او حلها ويمكن ان يحلها بالانتحار وبذلك يخلص منها ومن تبعاتها!!!،  ولكن لخوفه من رب العالمين يتجاوز فكرة الانتحار. 
الفقير المعدم باعتقادي لا يهاب الموت فالأمر عنده سيان ان مات وان عاش عكس الغني المترف الذي يشعر انه لم يكتف من الدنيا بعد!!!،  لذا نرى الكثير من المتنفذين يتعلقون بأسباب البقاء وتجاوزهم على المال العام وعلى حقوق الآخرين مستمر ولا توقفه عواقب الحياة في آخرها!!!. 
الموت نتيجة طبيعيه لكل الأحياء ولكن حدوثه يختلف بالنسبة للبشر،  قد يموت طاعن في السن وقد يموت شابا بسبب المرض او لسبب مجهول كما يقول الامام علي (ع). 
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا" من الدهر 
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا"
وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
ارى ان الانسان ان مات شابا خير له من ان يموت شيخا كبيرا تنخر الأمراض والعلل جسمه الواهن ويأتي بالعذاب لذويه بسبب مرضه فيكون عالة عليهم، فالموت في سن 60 او 65 يكون مناسبا لمن لا يشكو من شيء وان كان مريضا ميئوس من شفائه فله ان يختار السن التي يرغب بها الموت (اشبه بالقتل الرحيم)،  قد تبدو فكرتي هذه فكرة غريبة ويقينا ان كثير من الأصدقاء ينضرون اليها باستهجان ويقولون في سرهم ... ماذا تريد ان تضع رأيك فوق ما يراه الله!!!،  حاشا لله واستغفره ان افكر بهذا الشيء،  انما الاسرة حينذاك أي عندما يموت المرء مبكرا تكون اكثر استقرارا وكذلك المجتمع، فكما للخدمة في دوائر الحكومة سن معين كذلك يكون للحياة سن معين يفارق الحياة بعدها!!!، وما كان هذا الرأي ليكون لو لم يك الموت حتمي!!!.     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق